Published
2 ans agoon
By
ربيع معروفيتداولت وكالات الأنباء والصحف الدولية مقاطع هدم مسجد شاهي التاريخي الذي يقع في ولاية أوتار براديش، شمال الهند، من أجل “توسيع الطريق العام”.
ونشر الرئيس السابق لمنظمة الأمم المتحدة “اليونيسكو”، أشوك سوين، رئيس منظمة التعاون الدولي للمياه، مقطع فيديو يظهر المسجد يُهدم بالجرافات يوم الأحد، 15 يناير/كانون الثاني.
كذلك أشار حساب Saffron Diaries غير الحزبي، الذي يديره مجموعة من الصحفيين في الهند، إلى أنه وفقاً للتعديل الثاني والأربعين لدستور الهند، فإن “الهند دولة علمانية”، ومع ذلك تقوم الدولة بهدم مسجد تاريخي يرجع لمئات السنين بالجرافات بمزاعم توسيع الطرقات، وذلك في إشارة إلى أن القرار بالهدم يأتي ضمن ممارسات النظام الحالي في تأجيج الإسلاموفوبيا واضطهاد المسلمين في البلاد.
وبحسب موقع Muslim Spaces الإخباري، فإن المسجد الذي تم تدميره هو مسجد شاه في هانديا، بولاية الله أباد، وتم تشييده في عهد شير شاه سوري.
وقالت لجنة الانتظام التي تنظم نشاط وإدارة مسجد شاه بأن البناء موجود منذ ما قبل الاستقلال من الاحتلال البريطاني، وبالتالي فإن النصب له قيمة تاريخية أيضاً. فبحسب روايات تداولتها بعض الصحف والمواقع المحلية في الهند، يتمتع المسجد وتاريخه برواية مثيرة كان للصوفية دوراً في كتابتها.
حيث يُعتقد أن رجلاً وُلِد في قرية ساداربور بالقرب من خير أباد، الذي نشأ ليصبح تلميذاً وخليفة للإمام الصوفي الهندي فريد الدين مسعود، أو فريد الدين كنج شكر. وبعد أن تلقّى العلم على يديه، انتقل إلى ولاية الله أباد.
استقر هذا الرجل بالقرب من مدينة الله أباد، في منطقة تعرف الآن باسم بهادور جانج، وأصبح معروفاً باسم محب الله إله آبادي.
أسس محب الله مقراً للدعوة الصوفية في المنطقة، واشتُهر حتى أصبح قديساً صوفياً شهيراً في عهد الإمبراطور المغولي شهاب الدين شاه جهان في القرن السادس عشر، والذي اشتُهر بحبه للعمارة وبناء معلم تاج محل الذي بناه تقديراً لزوجته الشابة “ممتاز محل” بعد وفاتها.
لكن بسبب تماس الصوفية مع العديد من عقائد الإسلام السُّنّي، فقد صدرت لاحقاً قضية تكفير بحقه واتهامات بنشر البدع، وتم إرسال قوات أمنية لاعتقال الشيخ الصوفي. وفي الأسر، توفي الرجل أثناء نومه.
ويُعد محب الله مؤسس التقليد الصوفي الهندي الإسلامي في الله أباد. وأصبحت غرفة التدريس التي كان يحاضر فيها فيما بعد مقراً للنشاطات الأدبية والدينية في الصوفية.
وبعد وفاته، في 30 يوليو/تموز عام 1648، أمر الابن الرابع للإمبراطور شاه جيهان، ويُدعى دارا شيخوه، الذي كان أديباً صوفياً، ببناء مسجد كبير في المقر السابق للشيخ الراحل، فيما بات يُعرف باسم مسجد شاهي.
تم بناء هيكل المسجد التاريخي بأسلوب مغولي متقن بقبة ضخمة وواجهة مزخرفة بالزركشات الإسلامية التقليدية. وقد حافظ المسجد من الداخل على الألوان الطبيعية للوحات الجدارية القديمة حتى وقت هدمه، بعدما كان يُعد أقدم مسجد ممتد منذ عهد الإمبراطورية المغولية في الهند.
يشكل المسلمون حوالي 13% من سكان الهند البالغ عددهم 1.35 مليار نسمة. ومنذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا المتطرف إلى السلطة في عام 2014، شهدت الهند زيادة ملحوظة في خطاب الكراهية والهجمات ضد المسلمين.
فتعرضت المساجد في الهند، خلال السنوات الماضية، لسلسلة من الاعتداءات على يد الهندوس المتطرفين، ومن بينهم قادة حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، بحسب موقع Middle East Monitor للأخبار.
أدى ذلك إلى اندلاع موجة عنف بين الجانبين في جميع أنحاء البلاد، مما أسفر عن مقتل حوالي 2000 شخص.
وقد صادف شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2022، مرور 30 عاماً على هدم مسجد بابري، الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر في مدينة أيوديا شمال الهند، على أيدي متشددين هندوس زعموا أن الموقع كان مسقط رأس سيدهم في الديانة الهندوسية “رام”.
وقد أدانت باكستان البناء الجاري لمعبد هندوسي في الموقع المقدس للمسجد المهدوم، ودعت نيودلهي إلى ضمان إعادة بناء المسجد التاريخي في موقعه الأصلي، ومحاكمة من وصفتهم بـ”المجرمين المسؤولين عن تدميره بالعقاب المناسب”.
وفي الآونة الأخيرة، أمرت محكمة في ولاية أوتار براديش بهدم مسجد شاهي إدجاه الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر في ماثورا، على بعد 57 كيلومتراً شمال مدينة أجرا، بعد أن زعمت جماعة هندوسية يمينية أن المسجد بُني في مسقط رأس “كريشنا”، أحد الرموز المقدسة في الهندوسية.
لم تكن هذه الممارسات هي الأولى من نوعها، ولم يجد مسجد شاهي هو الأول ليتم هدمه، إذ تنتشر قرارات معادية للمسلمين في الهند على يد حكومة حزب بهاراتيا جاناتا (BJP) برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وتجلى ذلك من خلال هدم ما يقرب من 500 مسجد ومزار إسلامي في ولاية غوجارات الهندية، وفقاً لتقرير صادر عن الاتحاد الشعبي لحقوق الإنسان في الهند، وفقاً لصحيفة Tribune في نسختها الباكستانية.