Connect with us

القضية الفلسطينية

تقرير: نقص شديد في الغذاء والماء يدفع سكان غزة للنزوح بكثافة

Published

on

يدفع النقص الشديد في الغذاء والماء سكان مدينة غزة وشمالها إلى النزوح بكثافة باتجاه مناطق وسط القطاع في ظل حرب إسرائيل المتواصلة للشهر الثاني.

وأعلن الجيش الإسرائيلي زيادة عدد الساعات للتنقل عن طريق صلاح الدين الرئيسي من مدينة غزة إلى جنوب منطقة وادي غزة بين الساعة العاشرة صباحًا والساعة الرابعة مساء.

وكان الجيش حدد في الأيام الثلاثة الماضية ثلاث إلى أربع ساعات كفترة ممر آمن، وتحدث عن “استجابة كبيرة للمطالبات والنداءات حيث توجه أول أمس نحو 50 ألف من سكان منطقة شمال القطاع إلى جنوب وادي غزة”.

وإلى جانب محاولة النجاة من الهروب من غارات إسرائيل المكثفة على مدينة غزة وشمالها فإن الصعوبات الحادة في تأمين الوصول إلى الغذاء والماء زاد من وتيرة النزوح، بحسب مسؤولين فلسطينيين.

وصرح رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف بأن إسرائيل “تطبق الحصار تماما بمنع كل الإمدادات الأساسية” منذ أكثر من شهر على مدينة غزة وشمالها.

وحذر معروف إن الأوضاع الإنسانية داخل غزة وصلت لدرجة كارثية ما يجعل منها منطقة منكوبة بفعل تداعيات “حرب التجويع والعقاب الجماعي” المفروضة على السكان.

ومنذ بدء حربها على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، فرضت إسرائيل حصارا كاملا على غزة، وقطعت الغذاء والماء والوقود والكهرباء وغيرها من الضروريات عن القطاع المحاصر.

وبعد شهر من القصف المتواصل، استنفد الفلسطينيون الموارد التي كانت لديهم، إذ توقفت المولدات عن العمل بسبب نقص الوقود وحتى نفاد الإمدادات الغذائية الطارئة.

وقال سكان إن الخوف من الموت بسبب الغارات الجوية تراجع أمام عدم إمكانيات تأمين تناول الطعام التي لا يمكن تجنبها.

ويتأثر معظم سكان غزة بنقص الغذاء، والذي أثر بشكل خاص على كبار السن والمرضى والأطفال الصغار.

وسمحت إسرائيل بدخول قوافل إمدادات إنسانية محدودة العدد من مصر لكنها رفضت السماح بدخولها إلى غزة وشمالها واقتصر توزيعها على مناطق وسط وجنوب القطاع.

ويتزايد نشر مقاطع فيديو عبر الإنترنت تظهر رفوفًا فارغة في العدد المحدود للمحلات التجارية التي لا تزال تعمل.

وقصفت إسرائيل المتاجر والمخابز بشكل متكرر منذ بداية الحرب بما في ذلك نقاط المياه وألواح الطاقة الشمسية.

وبحسب منظمات حقوقية فإن إسرائيل تشن “حرب مجاعة واسعة النطاق” ضد السكان المدنيين في غزة بما في ذلك استهداف مناطق زراعية شرق غزة ومخازن الدقيق وقوارب الصيادين، دون ترك أي مصادر للغذاء.

وقال مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا” إن مئات الآلاف من الأشخاص المتبقين شمال وادي غزة بما في ذلك النازحون، يواجهون وضعًا إنسانيًا صعبًا ويكافحون من أجل تأمين الحد الأدنى من المياه والغذاء للبقاء على قيد الحياة.

وذكر المكتب الأممي أن جميع مخابز مدينة غزة وشمالها توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود والمياه ودقيق القمح، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بالكثير منها بفعل هجمات إسرائيل.

وبحسب المكتب، لم يتمكن شركاء الأمن الغذائي من تقديم المساعدة في الشمال خلال الأيام الثمانية الماضية.

وتشير تقارير النازحين داخلياً إلى أنه لا يتم توفير أي طعام في الملاجئ وأن السكان يعيشون فقط بمساعدة محدودة من المنظمات غير الحكومية المحلية والمنظمات المجتمعية.

وهناك مؤشرات على وجود آليات تكيف سلبية بسبب ندرة الغذاء، بما في ذلك تخطي الوجبات أو تقليلها واستخدام أساليب غير آمنة وغير صحية لإشعال النار.

وذكر المكتب الأممي أنه تلقى إفادات بأن سكان يلجأون إلى الأكل غير التقليدي، مثل مزيج من البصل النيئ والباذنجان غير المطبوخ.

ويمثل الوصول إلى الخبز في وسط وجنوب قطاع غزة تحديًا أيضًا، ولا تزال المطحنة الوحيدة العاملة في غزة غير قادرة على طحن القمح بسبب نقص الكهرباء والوقود، وقد تعرض 11 مخبزاً للقصف والتدمير منذ السابع أكتوبر الماضي .

ويقوم واحد فقط من المخابز التي تعاقد معها برنامج الأغذية العالمي، إلى جانب ثمانية مخابز أخرى في الجنوب، بتوفير الخبز للملاجئ بشكل متقطع، اعتمادًا على توفر الدقيق والوقود، ويصطف السكان لساعات طويلة أمام المخابز، حيث يتعرضون للغارات الجوية.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه بأن بعض المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والبقول والزيوت النباتية على وشك النفاد في السوق.

واختفت مواد أخرى، بما في ذلك دقيق القمح ومنتجات الألبان والبيض والمياه المعدنية، من الرفوف في المتاجر في جميع أنحاء غزة خلال اليومين الماضيين.

وعلى الرغم من المخزون المحدود على مستوى الجملة، لا يمكن لهذه العناصر الوصول إلى تجار التجزئة بسبب الأضرار الجسيمة، والمشكلات الأمنية، ونقص الوقود.

وفي حين يتم تخزين حوالي 9000 طن من حبوب القمح في المطاحن في غزة، لا يمكن استخدام جزء كبير منها، بسبب الدمار الهائل والمخاوف الأمنية ونقص الوقود والكهرباء.

وتشمل الإمدادات الغذائية التي تدخل من مصر بشكل رئيسي الأطعمة الجاهزة للأكل (التونة المعلبة والتمر) ويتم توزيعها بشكل أساسي على النازحين والأسر المضيفة في الجنوب.

Continue Reading
error: المحتوى محمي !!