Published
11 mois agoon
By
خالد منيرلا يرى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، أن قرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من حركة حماس يمثل مشكلة بالنسبة للحلف.
وقال ستولتنبرغ في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: “عندما تكون لدينا وجهات نظر مختلفة داخل الحلف لا يكون الأمر سهلا على الإطلاق”، مضيفا في المقابل أن هذا “ليس له تأثير نوعا ما على ما نفعله أو لا نفعله، لأننا لا نضطلع بدور في هذا الصراع بالتحديد”.
وعقب الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل، والذي خلف أكثر من 1400 قتيل، وصف أردوغان الحركة بأنها “منظمة تحرير”. في المقابل تصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الحليفتان لتركيا في الناتو، الحركة على أنها “منظمة إرهابية”.
وجراء الحرب على غزة، قطع أردوغان الاتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال أردوغان: “نتنياهو لم يعد شخصا يمكننا التحدث معه بأي شكل من الأشكال. لقد محوناه وألقيناه جانبا”.
وفي الماضي وصف الرئيس التركي إسرائيل بأنها “دولة إرهابية” بسبب سياستها تجاه الفلسطينيين، وصور نفسه مرارا على أنه مدافع عن القضية الفلسطينية.
ومن جانب حلفاء الناتو، لم تصدر انتقادات صريحة تذكر لموقف أردوغان. وينطبق هذا أيضا على المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي من المحتمل أن يستقبل أردوغان في برلين الأسبوع المقبل.
ونفى ستولتنبرغ تكهنات بأن إحجام الحلفاء عن انتقاد أردوغان قد يكون مرتبطا بانتظار تصديق تركيا على انضمام السويد إلى الناتو، وقال: “هذان موضوعان مختلفان للغاية”، مشيرا إلى أن الحكومة التركية لم تقدم الوثائق الخاصة بالتصديق للبرلمان إلا بعد بدء حرب غزة، موضحا: “أي أن تركيا في خضم هذه الأزمة نفذت الاتفاق الذي توصلنا إليه في قمة الناتو في فيلنيوس في يوليوز من هذا العام، والذي ألزمت فيه السويد نفسها ببذل المزيد من الجهود في مكافحة الإرهاب”.
وشدد ستولتنبرغ على أنه ليس هناك دولة في الناتو تعرضت لهجمات إرهابية أكثر من تركيا، مشيرا إلى أن حزب العمال الكردستاني مصنف أيضا كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي.
ومن ناحية أخرى، جاء تصويت الدول الأعضاء الـ31 في حلف شمال الأطلسي على قرار وقف إطلاق النار في غزة في الجمعية العامة للأمم المتحدة متباينا للغاية. وصوتت تركيا لصالح القرار إلى جانب دول كبيرة في الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وإسبانيا، بينما امتنعت ألمانيا وبريطانيا وبعض أعضاء آخرين في الناتو عن التصويت. وصوتت الولايات المتحدة وعدد قليل من دول الاتحاد الأوروبي مثل التشيك والمجر مع إسرائيل ضد القرار الذي لا يتضمن أي انتقاد لحماس.
وقال ستولتنبرغ: “حتى لو اتفق حلفاء الناتو على العديد من المبادئ الأساسية، فلن أحاول إخفاء وجود اختلافات أيضا”، وأرجع ذلك إلى أن الناتو تحالف يضم 31 دولة وأن هذا الصراع معقد للغاية وخطير، وقال: “وهذا هو السبب أيضا وراء أهمية مواصلة العمل من أجل حل سلمي عن طريق التفاوض”.
ولا يستطيع ستولتنبرغ أن يتصور سيناريو يضطلع فيه الناتو بدور في الصراع، وقال: “لم يضطلع الناتو مطلقا بأي دور في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، ولا نسعى إلى الاضطلاع بدور في هذا الصراع”، موضحا أن المهمة الرئيسية للحلف تتمثل في حماية أراضي الحلف والدفاع عنها، وقال: “بالطبع في حال تصاعد الصراع إلى صراع إقليمي أكبر، يجب على الناتو ضمان قدرته على حماية أراضيه”، مؤكدا في المقابل أن المهمة الرئيسية الآن هي الحيلولة دون حدوث مثل هذا التصعيد.