Published
4 mois agoon
By
جاسم المطوعهل سبق لك أن وجدت نفسك تؤجل أحلامك وتطلعاتك إلى وقت غير محدد في المستقبل؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون تعاني مما يعرف بمتلازمة الحياة المؤجلة.
تعد هذه المتلازمة حالة عقلية تجعل الأفراد يعيشون حياتهم من دون شعور حقيقي بضرورة السعي خلف أهدافهم مما يؤدي إلى شعور بالركود وعدم الرضا.
ولهذه المتلازمة تأثيرات نفسية وصحية على حياة الأفراد الشخصية والمهنية، كما أن هناك خطوات عملية للتغلب عليها والبدء في تحقيق الأحلام والتطلعات.
وفق موقع “سايك”، تشير متلازمة الحياة المؤجلة Postponed Life Syndrome إلى حالة عقلية يقوم فيها الفرد باستمرار بتأجيل أحلامه وأهدافه وتطلعاته إلى نقطة غير محددة في المستقبل.
وتُعرف هذه المتلازمة أيضًا باسم “متلازمة يومًا ما”، أو “تأجيل الرضا عن الحياة”.
وغالبًا ما يعيش الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الحياة المؤجلة حياتهم على ما يشبه “الوضع الآلي”، حيث يمرّون بروتين الحياة اليومية من دون أي شعور حقيقي بالهدف أو الاتجاه.
وقد يشعرون بأنهم عالقون في مأزق، لكنهم يفتقرون إلى التحفيز ويشعرون بعدم الرضا.
ويمكن أن تكون هذه المتلازمة ناتجة عن مجموعة متنوعة من العوامل، مثل الخوف من الفشل، نقص الثقة بالنفس، القيود المالية، الضغط المجتمعي، أو ببساطة عدم معرفة ما يريده المرء من الحياة.
وبحسب الخبراء، إذا تُركت هذه المتلازمة من دون معالجة فقد تؤدي إلى شعور بالندم وعدم الرضا في وقت لاحق من الحياة.
وللتغلب على متلازمة الحياة المؤجلة، من المهم تحديد أهداف واضحة، وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية والنمو الشخصي، واتخاذ إجراءات نحو تحقيق الأحلام والتطلعات. وقد يكون من المفيد أيضًا طلب الدعم من معالج، أو مدرب، أو صديق موثوق به أو فرد من العائلة.
يغرق المصابون بمتلازمة الحياة المؤجلة بدوامة الروتين اليومي – غيتي
في التفاصيل، فإن بعض الأسباب الشائعة لمتلازمة الحياة المؤجلة هي:
الخوف من الفشل: قد يخشى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الحياة المؤجلة من الفشل في تحقيق أهدافهم أو أحلامهم، مما يؤدي بهم إلى تجنب المخاطرة وتجربة أشياء جديدة.
ويمكن أن يكون سبب هذا الخوف القوي بشكل خاص، تعرّضهم للفشل أو خيبة الأمل في الماضي.
نقص الثقة بالنفس: قد يفتقر بعض الأشخاص إلى الثقة في أنفسهم وقدراتهم، ما يجعل من الصعب عليهم متابعة أهدافهم وتطلعاتهم.
وقد يعتقدون أنهم ليسوا جيدين بما يكفي، أو أنهم لا يمتلكون المهارات أو المعرفة اللازمة للنجاح.
القيود المالية: يمكن أن تشكل الضغوطات المالية عقبات أمام الناس لمتابعة أحلامهم، خصوصًا إذا كانت أهدافهم تتطلب استثمارًا كبيرًا من الوقت أو المال.
ويمكن أن يؤدي ذلك إلى شعور بالإحباط واليأس، مما يدفع الناس إلى تأجيل تطلعاتهم.
الضغط المجتمعي: غالبًا ما يمارس المجتمع ضغطًا كبيرًا على الناس لاتّباع مسارات معينة في الحياة، مثل الحصول على وظيفة مستقرة، وشراء منزل، وتكوين أسرة.
ويمكن أن يصعب هذا الضغط على الناس متابعة شغفهم، وقد يدفعهم إلى تأجيل أحلامهم.
فقدان الاتجاه: قد يشعر الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الحياة المؤجلة بعدم اليقين بشأن ما يريدون فعله في حياتهم، مما يجعل من الصعب عليهم تحديد ومتابعة الأهداف.
وعليه، قد يشعر هؤلاء الأشخاص بأنهم عالقون أو بلا هدف، ويفتقرون إلى إحساس واضح بالغاية أو الاتجاه.
التسويف أو المماطلة: يمكن أن يكون التسويف سببًا شائعًا لمتلازمة الحياة المؤجلة، حيث قد يؤجل الناس اتخاذ إجراءات للتقدم نحو أهدافهم وأحلامهم.
ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الدخول في دورة من الجمود والإحباط، مما يجعل الناس يشعرون بأنهم لا يحرزون تقدمًا نحو تطلعاتهم.
أما بعض أبرز التأثيرات الشائعة لمتلازمة الحياة المؤجلة على الحياة الشخصية والمهنية، فقد تكون:
نقص الرضا: يمكن أن يؤدي تأجيل الأهداف والتطلعات إلى نقص الرضا والشعور بالفراغ في الحياة الشخصية والمهنية. قد يؤدي ذلك إلى شعور بالملل واللامبالاة وحتى الاكتئاب.
الفرص الضائعة: عندما يؤجل الناس أهدافهم وتطلعاتهم، فإنهم يفوتون فرصًا كانت قد تكون متاحة لهم. يمكن أن يشمل ذلك الفرص المهنية، وفرص النمو الشخصي، وحتى العلاقات.
الندم: عندما ينظر الناس إلى حياتهم ويدركون أنهم لم يسعوا لتحقيق أحلامهم، قد يشعرون بالندم ويتساءلون عما كان يمكن أن يكون. يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعور بالحزن وخيبة الأمل وحتى الغضب تجاه أنفسهم.
الركود: عندما يؤجل الناس أهدافهم وتطلعاتهم، قد يصبحون عالقين في وضعهم الحالي، يشعرون بأنهم لا يحرزون تقدمًا في حياتهم الشخصية أو المهنية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعور بالركود وحتى اليأس.
نقص الثقة بالنفس: يمكن أن يؤدي تأجيل الأهداف والتطلعات إلى نقص الثقة في القدرات ومهارات اتخاذ القرارات. يمكن أن يصعّب ذلك المخاطرة ومتابعة الفرص الجديدة، مما يزيد من تعقيد دورة التأجيل.
مشاكل في العلاقات: يمكن أن يؤثر تأجيل الأهداف والتطلعات أيضًا على العلاقات الشخصية، حيث قد يشعر الناس بأنهم لا يعيشون وفقًا لإمكانياتهم أو أنهم لا يساهمون بقدر ما يرغبون في العلاقة.
يمكن أن يؤدي ذلك إلى توتر وصراع في العلاقات، ما يزيد من شعور بعدم السعادة وعدم الرضا.
وعليه، إليكم بعض الخطوات التي يمكن للأفراد اتخاذها للتغلب على متلازمة الحياة المؤجلة:
تحديد الأهداف والتطلعات: الخطوة الأولى في التغلب على متلازمة الحياة المؤجلة هي تحديد ما تريد تحقيقه في حياتك الشخصية والمهنية.
خذ وقتًا للتفكير في قيمك واهتماماتك وشغفك، وفكر فيما ترغب في تحقيقه.
تقسيم الأهداف إلى خطوات قابلة للتحقيق: بمجرد تحديد أهدافك، قسمها إلى خطوات أصغر قابلة للتحقيق.
ويمكن أن يساعد ذلك في جعل أهدافك أقل إرهاقًا وأكثر قابلية للتحقيق.
اكتب الخطوات التي تحتاج إلى اتخاذها للوصول إلى أهدافك وضع جدولًا زمنيًا لإكمالها.
يمكن التغلب على متلازمة الحياة المؤجلة عبر تحديد الأهداف وتقسيمها إلى خطوات قابلة للتحقيق – غيتي
معالجة المخاوف أو المعتقدات المحدودة: غالبًا ما يؤجل الناس أهدافهم وتطلعاتهم بسبب مخاوف أو معتقدات محدودة لديهم.
فهذه المخاوف يمكن أن تعيقك عن اتخاذ إجراءات نحو أهدافك، لذا حدد أي معتقدات أو مخاوف محدودة لديك واعمل على معالجتها.
ويمكنك القيام بذلك عن طريق طلب الدعم من معالج أو مدرب، أو عن طريق ممارسة التأمل الذاتي والوعي الذاتي.
إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية والنمو الشخصي: العناية بنفسك أمر ضروري للتغلب على متلازمة الحياة المؤجلة.
ويشمل ذلك الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول الطعام بشكل جيد، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وممارسة أنشطة الرعاية الذاتية التي تستمتع بها.
بالإضافة إلى ذلك، أعطِ الأولوية لنموك الشخصي من خلال تعلم مهارات جديدة أو أخذ دورات تتماشى مع أهدافك.
اتخاذ إجراءات: بمجرد تحديد أهدافك، وتقسيمها إلى خطوات قابلة للتحقيق، ومعالجة أي مخاوف أو معتقدات محدودة، وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية والنمو الشخصي، حان الوقت لاتخاذ إجراءات نحو أهدافك.
لذا ابدأ بخطوات صغيرة يزداد حجمها تدريجيًا، ولا تنسَ أن تحتفل بنجاحاتك على طول الطريق، ولا تدع أي فشل يثبط من عزيمتك.
طلب الدعم عند الحاجة: يمكن أن يكون التغلب على متلازمة الحياة المؤجلة تحديًا، ومن المهم طلب الدعم عند الحاجة.
ويمكن أن يشمل ذلك الدعم من الأصدقاء والعائلة، أو معالج، أو مدرب، أو مرشد.
من المهم أن تتذكر أن التغلب على متلازمة الحياة المؤجلة هو عملية تتطلب الوقت والجهد.
كن صبورًا مع نفسك، وتذكر أن التقدم، وليس الكمال، هو الهدف.
فباتخاذ خطوات نحو أهدافكم وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية والنمو الشخصي، يمكنكم البدء في عيش حياة أكثر رضا.