Connect with us

آخر الأخبار

إسرائيل تتجه إلى الطاقة الشمسية تحسباً لتبعات حرب إقليمية

Published

on

توظف إسرائيل الطاقة الشمسية لتشغيل المصانع، الجولان المحتل 8 يناير 2023 (فرانس برس)

على الرغم من أن الاحتلال الإسرائيلي يعتمد على الغاز في إنتاج الطاقة الكهربائية بفعل حيازته احتياطات كبيرة منه، فإنه يتجه حالياً إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية إحدى ركائز أمن الطاقة لديه، تحسباً لاندلاع حرب إقليمية متعددة الساحات، تقلص من قدرته على مواصلة إنتاج الكهرباء اعتماداً على الغاز الطبيعي. وقد أعد “مجلس الأمن القومي” في ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خطة لإعادة هيكلية الاقتصاد، بحيث تعتمد المرافق الإنتاجية والخدماتية على الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة البديلة الأخرى مصدراً رئيسياً للطاقة، ضمن استعدادات دولة الاحتلال لمواجهة تبعات انفجار حرب إقليمية متعددة الجبهات.

وذكر موقع “زمان ليسرائيل” أن الخطة ترمي إلى توظيف “الطاقة الشمسية المتجددة” في تشغيل “المصانع الحيوية ولإمداد مراكز استيعاب المستوطنين الذين سيجري إخلاؤهم من منازلهم في المدن الكبرى حال اندلاع حرب إقليمية، بحيث لا تتأثر سلباً هذه المصانع وتلك المراكز في حال تعرضت منصات الغاز ومحطات توليد الكهرباء لأضرار خلال الحرب التي باتت دوائر صنع القرار في تل أبيب تتعامل مع اندلاعها كاحتمال كبير. ونقل الموقع عن فيكتور فايس، رئيس “دائرة سياسات المناخ” في مجلس الأمن القومي في ديوان نتنياهو قوله أمام اجتماع ضم مؤخراً ممثلين عن 14 وزارة ومؤسسة حكومية: “لدينا نافذة فرص قصيرة لتطوير الاستعداد الوطني لاندلاع حرب متعددة الجبهات”.

وأضاف فايس: “لقد توصلنا إلى استنتاج مفاده أنه في كل ما يتعلق بالتكلفة المادية وآليات التخزين فإن هناك أفضلية للطاقة المتجددة التي يمكن أن تعتمد عليها المصانع والبنى التحتية الحيوية، لأن هذه الطاقة لا تعتمد في إنتاجها على مصادر طاقة خارجية، فضلاً عن أن مرافق الطاقة المتجددة بإمكانها مواصلة العمل وتوليد الطاقة، حتى عندما تنهار شبكات الطاقة العادية، أو عندما تتوقف خطوط الإمداد التي تغذيها”، في إشارة إلى الغاز والنفط.

وحسب الموقع، فإن المشاركين في الاجتماع فوجئوا عندما ضرب فايس لبنان كقصة نجاح في كل ما يتعلق بالاستعداد للحرب الإقليمية، حيث لفت إلى أن الحكومة في بلاد الأرز ربطت 150 مركزاً طبياً بالطاقة الشمسية في غضون 13 أسبوعاً. وأبرز الموقع أن تحرك “مجلس الأمن القومي” العاجل يهدف إلى ضمان تواصل إمداد المرافق الحيوية في دولة الاحتلال بالطاقة حال اندلعت الحرب الإقليمية. ويستند الموقع إلى تقرير صادر عن “اتحاد الصناعيين” في إسرائيل ليدلل على أهمية الطاقة الشمسية وأشكال الطاقة المتجددة الأخرى بالنسبة لدولة الاحتلال أثناء الحرب، حيث يشير التقرير إلى أن 20% من المصانع الحيوية تقع في المنطقة الشمالية القريبة من الحدود مع لبنان و20% منها تقع في المنطقة الجنوبية القريبة من الحدود مع قطاع غزة، مما يقلص من القدرة على إمدادها بمصادر الطاقة العادية حال اندلعت حرب متعددة الساحات.

وقد شكك مسؤولون حكوميون في دولة الاحتلال في قدرة حكومة نتنياهو على إنجاز هدفها قبل اندلاع الحرب الإقليمية، مشيرين إلى أن تأمين ربط المرافق الحيوية بمصادر الطاقة المتجددة سيستغرق سنين، في حين أن هذه الحكومة لم تقدم على أية خطوة عملية حتى الآن في هذا الاتجاه. وقال مسؤول حكومي للموقع: ” سأكون سعيداً لو أننا طبقنا هذه الخطة بشكل سريع وعلى نطاق واسع، فلا يوجد سبب لعدم الشروع في العمل الآن، فلا أحد يعرف متى تندلع الحرب بالضبط”.

وأضاف: “نحن في عجلة من أمرنا نحن نستغل هذا الوقت الثمين في هذه الفترة حتى نزيد من وتيرة الاستعداد الوطني وبسبب محدودية الوقت فإننا نركز على حلول سريعة يمكن تطبيقها على مدى شهور وليس على مدى سنين”. وحسب مصدر في “اتحاد الصناعيين” في دولة الاحتلال تحدث إليه الموقع، فإنه يتوجب إخراج خطة الاعتماد على مصادر الطاقة الشمسية من النقاشات إلى التطبيق العملي، لافتاً إلى أن الخطوة العملية الأولى تتمثل في إصدار الوزارات المختلفة تصاريح للشروع السريع في العمل. 

تكاليف الطاقة الشمسية

وشدد المصدر على وجوب أن تتحمل خزانة دولة الاحتلال جزءاً من تكاليف إمداد المصانع الحيوية بالطاقة المتجددة، على اعتبار أن المصانع في مناطق المواجهة، سواء في الشمال أو في الجنوب، تواجه مصاعب بسبب تواصل الحرب، مما اضطرها إلى الحصول على ضمانات مالية من البنوك لتمكينها من مواصلة العمل في ظل حالة انعدام اليقين السائدة حالياً. وذكر الموقع أن ممثلين عن وزارتين شاركوا في الاجتماع شككوا في واقعية التحرك الذي أقدم عليه “مجلس الأمن القومي” من منطلق أن معظم الوزارات ذات العلاقة تعرض حتى الآن فكرة الاعتماد على أجهزة توليد الكهرباء، وليس الاعتماد على الطاقة المتجددة.

ويشار إلى أن محافل التقدير الاستراتيجي في دولة الاحتلال قد حذرت على مدى العامين الماضيين من أن اندلاع حرب متعددة الساحات ستفضي إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمرافق الحيوية، لا سيما منصات استخراج الغاز في حوض المتوسط، ومحطات توليد الكهرباء، ومحطات تحلية المياه، والمصانع الحيوية، ومرافق حيوية أخرى، بسبب حيازة حزب الله وإيران صواريخ تمتاز بأنها تجمع بين دقة الإصابة العالية والمدى الطويل والرؤوس المتفجرة الكبيرة.

في الوقت ذاته، فقد حذرت محافل استراتيجية في تل أبيب من أن قدرة إسرائيل على الحصول على استيراد النفط خلال حرب شاملة ستكون متدنية، حيث رجحت أن يفرض حزب الله حصاراً على الموانئ الرئيسية لدولة الاحتلال، لا سيما حيفا وأسدود، في حين أن ميناء إيلات معطل تقريباً بفعل العمليات الحربية التي تشنّها جماعة الحوثي اليمنية. إلى جانب ذلك تخشى بعض الدوائر الاقتصادية في دولة الاحتلال من أن التصعيد الأخير مع تركيا قد يدفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تشديد إجراءات المقاطعة ضد تل أبيب، حيث أشارت إلى أن أردوغان يمكن أن يأمر بوقف إمداد إسرائيل بالنفط الذي تصدره إليها أذربيجان والذي ينقل إلى ميناء “جيهان” التركي ومن هناك إلى إسرائيل.

Continue Reading
Click to comment

You must be logged in to post a comment Login

Leave a Reply

error: المحتوى محمي !!