Published
4 mois agoon
By
أحمد عادلد الأمين العام لـحزب الله حسن نصر الله اليوم الثلاثاء، على أنّ الردّ على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر “آتٍ، قوياً، مؤثراً، وفاعلاً”، مشيراً إلى أنّ “الردّ آتٍ، وحدنا أو في إطار ردٍّ جامعٍ لكامل المحور، وهذه الفرضيات موجودة، فهذه معركة كبيرة، والاستهداف خطير، ولا يمكن أياً تكن العواقب أن تمرّ عليها المقاومة كذلك”.
وقال حسن نصر الله في خطاب متلفز بمناسبة مرور أسبوع على اغتيال القيادي شكر: “نحن نعترف بحجم الخسارة وشهادة السيّد محسن خسارة كبيرة ولكن هذا لا يهزّنا على الإطلاق ولا يوقفنا والدليل العمليات المستمرة والعمليات الجديدة بمستوطنات وعمقٍ جديدين، والوحدات التي كان يقودها تواصل العمل وتطوّر عملها وتتقدّم”.
ولفت نصر الله إلى أنّ إسرائيل كلها تقف على رجل ونصف، والانتظار الإسرائيلي لردّ حزب الله على اغتيال شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت على مدى أسبوع هو جزء من الردّ، ومن المعركة التي هي نفسية ومعنوية، وسلاح ودمار، وتترك ظلالاً كبيرة وخطيرة على الكيان، مشيراً إلى أنّ إسرائيل الخائفة من الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ورد حزب الله، تستنجد بالأميركي والدول الغربية وهذا دليلٌ على تراجع الردع الإسرائيلي.
وبيّن أنه لا ينكر بأن “استهداف إسرائيل الشهيدين شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إنجاز لها”، لكنه استدرك قائلاً إن “هذا لا يحسم نتيجة المعركة وإسرائيل في وضع صعب”، مشدداً على أن حزب الله ملتزم بالرد بعد اغتيال شكر.
واعتبر الأمين العام لحزب الله أن “حساب العدو بالذهاب إلى حرب واسعة حسابٌ صعبٌ ومعقّدٌ وكبيرٌ وهذا ليس قراراً سهلاً والأمور ليست بهذا التبسيط، وبالمقابل عندما يريد الذهاب إلى حرب لا يحتاج إلى ذريعة”، مشيراً إلى أن “ما يملكه العدو من مقدرات في الشمال يمكن استهدافها في أقل من نصف ساعة”.
وقال حسن نصر الله إننا دائماً ما كنا نراعي ما بين جبهة الإسناد والوضع في البلد، ورأينا كيف هناك جبهة وشهداء وتشييع وفي مقطع ثان من لبنان هناك مهرجانات وترفيه ومغتربون ومطاعم ممتلئة، وبالتالي كنّا ندير المعركة وبالتنسيق الداخلي، حتى التصعيد كان محدوداً، ورغم استهداف العدو المدنيين في لبنان، لم نستهدف مدنيين، ولكن لا يمكن النظر إلى ضرب الضاحية بالعين نفسها، بل يجب رؤيتها بعينٍ مختلفة.
وأردف “نحن حريصون جداً على شعبنا وبلدنا وأمنه وبنيته التحتية وألا يتأثر كثير من الناس، ونحن نحمل العبء بشكل مباشر وبالأخص في بيئتنا، لكن لا يمكن أن نُطالَب من أحد بأن نتصرّف مع العدوان على الضاحية على أنه طبيعي وفي سياق المعركة القائمة منذ عشرة أشهر، لذلك ردنا آتٍ، قوياً ومؤثراً وفاعلاً وبيننا وبينهم ما زالت الأيام والليالي وننتظر الميدان”.
كذلك، أكد الأمين العام لحزب الله أن الحزب سيرد وإيران ستردّ على اغتيال هنية واليمن سيرد والعدو ينتظر ويترقب ويحسب كل صيحة هي الرد، والأهم أن التصميم والقرار والقدرة موجودة، لافتاً في المقابل إلى أنّه بطبيعة المقاومة وتصوّر جبهتها ليس مطلوباً من إيران أن تدخل قتالاً دائماً، وقال في هذا الصدد “ليس مطلوباً من إيران وسورية أن تدخلا القتال”.
ولفت حسن نصر الله إلى أنّ الأميركي مستنفر للدفاع عن اسرائيل التي ترتكب المجازر وهذا دليل على أن اسرائيل لم تعد قوية كما كانت وتراجع الردع والقوة لديها، ونرى أنه في شمال فلسطين المحتلة الرادارات الإسرائيلية والقبة الحديدية ومقلع داوود والأقمار الصناعية الأميركية والإسرائيلية والغربية في قمة استنفارها ومع ذلك وصلت مُسيّراتنا إلى شرق مدينة عكا”.
وتوقف نصر الله عند حراك بعض الوفود الأجنبية أو الاتصالات الدبلوماسية، قائلاً إنها تأتي من جهات “وقحة”، إذ هؤلاء لم يدينوا أو يستنكروا الاعتداء على الضاحية وسقوط شهداء مدنيين، من نساء وأطفال، ولم يستنكروا أو يدينوا اغتيال هنية في إيران التي هي دولة معترف بها ذات سيادة، كما لم يدينوا أو يستنكروا جرائم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بقتل الفلسطينيين والأطفال، وارتكاب المجازر، بينما عندما نُقتَل ينظّرون علينا بضبط النفس والهدوء.
من ناحية ثانية، توقف نصر الله عند طلب الأميركيين إعطاءهم مزيداً من الوقت للعمل على وقف الحرب في غزة، سائلاً “من يمكن أن يثق بالأميركيين، إذ مرت عشرة أشهر من النفاق والكذب بوقف الحرب بينما هي مستمرّة ويزودون العدو بالسلاح والمال والصواريخ والقذائف وينشرون الأساطيل والمدمرات”.
في الإطار، دعا نصر الله “المقاومة في غزة والضفة الغربية إلى مزيد من الصبر والصمود”، كما وجه دعوات إلى “جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق برغم التضحيات إلى مواصلة العمل كما واصلنا سوياً خلال الأشهر الماضية”. ودعا كذلك الدول العربية والإسلامية إلى أن “تستيقظ وتعيد النظر في موقفها وأدائها وسلوكها أمام المخاطر التي تتهدد المنطقة”.
ودعا نصر الله في السياق، الشعب اللبناني إلى أن يدرك حجم المخاطر القادمة، وأن ما يُرسم اليوم هو مصير منطقة بالكامل، متوجهاً إليهم بالقول “لا تخافوا من انتصار المقاومة ولسنا بوارد توظيفه في الداخل، بل يجب أن تخافوا من انتصار العدو وتدركوا حجم مخاطر ما يجري في المنطقة، ولا تطعنوا المقاومة في ظهرها، ولا تشاركوا في الحرب النفسية التي يخوضها العدو على مجتمع وبيئة المقاومة في لبنان”.
وفي إطار كلمته، وهي الثانية بعد اغتيال شكر، قال حسن نصر الله إن “نتنياهو لا يريد وقفاً للحرب ولإطلاق النار ويصر على ذلك في كل الصفقات ويسعى إلى تهجير أهل غزة”، مشيراً إلى أنه “لو هزمت المقاومة في غزة، ولن تهزم، فلن تبقي إسرائيل أي مقدسات إسلامية ولا مسيحية ولن تبقى فلسطين ولا الأردن ونظامها الحاكم ولا سورية وصولاً إلى مصر”، مشدداً على أن “هدف هذه المعركة هو منع إسرائيل من الانتصار ومنعها من القضاء على المقاومة وعلى القضية الفلسطينية المهددة”.
ولفت نصر الله أيضاً إلى إنه في الأيام والأسابيع القليلة الماضية حصلت أحداث واتخذت قرارات وتطوّرت ظروف تساعد بقوة على تبيان وفهم حقيقة الأهداف التي تسعى إليها حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة والمجرمة والمتوحشة، متوقفاً هنا عند حديث وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن أن “موت مليوني فلسطيني في قطاع غزة جوعاً قد يكون عادلاً وأخلاقياً لإعادة الأسرى الإسرائيليين”، وفق زعمه.
ومن التطورات المهمة بحسب نصر الله رفض الكنيست قبل سفر نتنياهو إلى أميركا قيام دولة فلسطينية، لافتاً إلى أنّ هناك شبه إجماع إسرائيلي كبير على رفض قيام دولة فلسطينية، وهذا تطور مهم لكل الذين ما زالوا في فلسطين أو في العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع يراهنون على مسار تفاوضي لحل القضية الفلسطينية، وهذه صفعة لهم جميعاً ولكل الدول العربية التي تتبنى مبادرة السلام العربية في بيروت.
وقبيل كلمة حسن نصر الله خرق طيران الاحتلال الإسرائيلي جدار الصوت بشكل قوي جداً ثلاث مرات، وقد يكون الخرق هو الأعنف منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وخصوصاً في بيروت والمناطق الساحلية، ما أدى إلى تحطم زجاج منازل ومحال في بعض المناطق. كما عمدت طائرات الاحتلال إلى رمي بالونات حرارية فوق بيروت والضاحية الجنوبية.
ومع بدء الكلمة، قال نصر الله “قد يلجأ العدو أثناء كلمتي لخرق جدار الصوت في الضاحية من أجل إخافة واستفزاز الموجودين في الاحتفال التأبيني وهذا يدل على أنّ “عقلاته صغار”، ولو حصل ذلك يرد عليه بالشعار المناسب”.
ويشهد الميدان تصعيداً عنيفاً لا سيما في الساعات الأربع والعشرين الماضية إذ استشهد تسعة أشخاص لغاية بعد ظهر اليوم الثلاثاء بفعل قصف الاحتلال الإسرائيلي جنوبي لبنان، بينهم عناصر في حزب الله نعاهم في بيانات متتالية ومسعفين اثنين.
وزاد حزب الله من عملياته النوعية رداً على الاعتداءات والاغتيالات التي لا تزال منفصلة عن العدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت وكان أبرزها اليوم، إذ شنّ هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية استهدفت مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة إيغوز 621 في ثكنة “شراغا” شمالي عكا المحتلة، أصابت أهدافها بدقّة وحققت إصابات مؤكدة، وفق ما ذكر في بيان. كذلك، قصف الحزب مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
ولا يزال لبنان يكثف من اتصالاته ولقاءاته الدبلوماسية بغية التهدئة ومطالبة المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية، تمهيداً لإرساء حل يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701.