Published
3 mois agoon
By
لبنى جريدىانطلقت، اليوم الأحد، الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة، التي تستهدف مئات آلاف من صغار غزة المهدَّدين بهذا المرض الذي من شأنه أن يُفاقم الأزمة الصحية وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع لليوم الـ331.
ونشرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مجموعة من الصور التي التُقطت في عيادات ونقاط طبية تابعة لها في وسط قطاع غزة، خلال حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال التي انطلقت اليوم. وقد جاء ذلك في تدوينة نُشرت، قبل ظهر اليوم الأحد، على موقع إكس.
وفي تعليق على انطلاق حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة، اليوم الأحد، أفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بأنّ أطفال غزة يتلّقون اليوم اللقاحات المضادة لشلل الأطفال التي يحتاجونها بشدّة وبصورة ملحّة. أضاف غيبريسوس، في تدوينة مقتضبة نشرها على موقع إكس قبل قليل، بأنّ أفضل ما يمكن تقديمه لأطفال غزة، بصورة أساسية، هو “السلام”.
وقد أرفق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تدوينته بمجموعة صور من اليوم الأوّل لحملة التحصين الطارئة التي تُنفَّذ المرحلة الأولى من جولتها الأولى في وسط قطاع غزة، قبل أن تتبعها مرحلة ثانية في جنوب القطاع ثمّ ثالثة في الشمال المعزول عن بقيّة أنحاء القطاع، في سياق العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وصباح اليوم الأحد، أعلنت الأمم المتحدة، في تغريدة على موقع إكس، انطلاق حملة التحصين الجماعية ضدّ شلل الأطفال التي تستهدف نحو 640 ألف فلسطيني صغير دون العاشرة من عمرهم. وأرفقت المنظمة الأممية تدوينتها بتصريح مسجّل لممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن يشدّد فيه على أنّهم لن يتمكّنوا من المضيّ بالحملة “من دون هدن إنسانية”، مشيراً إلى أنّ هذه الحملة تأتي وسط ظروف معقّدة بصورة لا تُصدَّق وتحدّيات هائلة.
في هذا الإطار، أكّد الطبيب ياسر شعبان، المدير الطبي لمستشفى العودة الواقع بمخيم النصيرات في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، انطلاق حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال في ثلاث نقاط طبية بالمستشفى. أضاف شعبان لوكالة فرانس برس أنّ “عملية التطعيم بدأت عند الساعة التاسعة من صباح اليوم (وليس في الساعة السادسة مثلما كان مقرّراً) إذ فُتحت المراكز الطبية وبدأت تستقبل الأطفال من عمر يوم حتى عشرة أعوام”. وقد لفت شعبان إلى “تحليق كثيف لطائرات مسيّرة إسرائيلية في أجواء المحافظة الوسطى”، وتابع “نتمنّى أن تجري عملية تطعيم أبنائنا الأطفال وسط جوّ من الطمأنينة والهدوء”.
وأوضح بيبركورن، في التسجيل المرفق بتدوينة الأمم المتحدة، أنّ وزارة الصحة الفلسطينية سوف تعمل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والشركاء، من أجل تنفيذ حملة التطعيم وتزويد الأطفال الفلسطينيين المستهدَفين بها بجرعتَين من اللقاح.
أضاف ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أنّ 1.26 مليون جرعة من اللقاح المضاد لشلل الأطفال أُدخلت إلى قطاع غزة، في حين أنّ ثمّة 400 ألف جرعة إضافية منتظَرة قريباً. وتابع أن أكثر من ألفَين و180 عامل صحي ومجتمعي تلقّوا تدريباً لتزويد الأطفال باللقاح وتوعية المجتمع بأهميّة حملة التطعيم.
وشدّد بيبركورن على أنّ ثمّة حاجة إلى تطعيم 90% من الأطفال المستهدفين في جولتَي الحملة، التي تفصل بينهما أربعة أسابيع، من أجل وقف التفشّي، من أجل وقف انتشار فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة، وكذلك من أجل تفادي انتشاره على صعيد عالمي.
وبعد مماطلة طالت من قبل سلطات الاحتلال، أعلن ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مساء الخميس الماضي، أنّ موعد انطلاق الجولة الأولى من حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة حُدّد في الأوّل من سبتمبر 2024. وأوضح: “لدينا التزام أوّلي” بهدن إنسانية محدّدة في مناطق بحدّ ذاتها، إذ إنّ إسرائيل وافقت على “هدن مؤقتة” لمدّة تسع ساعات يومياً، تحديداً من السادسة صباحاً حتى الثالثة من بعد الظهر. يُذكر أنّ الأمم المتحدة، بإدارتها العامة وبمختلف وكالاتها المعنيّة، كانت تطالب بهدنة لمدّة أسبوع كامل.
كذلك، بيّن بيبركورن، حينها، أنّ حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال تبدأ في وسط قطاع غزة ثمّ تنتقل إلى الجنوب وبعدها إلى الشمال، علماً أنّ ثلاثة أيام فقط خُصّصت لكلّ واحدة من هذه المناطق الثلاث.
وصباح اليوم الأحد، أعلنت وكالة أونروا، في تدوينة نشرتها على موقع إكس، بدء حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة. وشدّدت على وجوب بذل كلّ جهد ممكن للمساعدة في تزويد جميع أطفال غزة دون العاشرة من عمرهم باللقاح. وأرفقت وكالة أونروا تدوينتها بخريطة تظهر النقاط التي يمكن للأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة تلقّي اللقاح فيها، وذلك في وسط القطاع الذي تنطلق منه حملة التطعيم.
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد حدّدت مع وكالات الأمم المتحدة 67 مركزاً مخصّصاً للتطعيم ضدّ شلل الأطفال في مستشفيات وسط القطاع ومستوصفاته ومدارسه. أمّا الجنوب، فسوف يشمل 59 مركزاً، فيما حُدّد 33 مركزاً في الشمال الذي عزلته قوات الاحتلال عن بقية أنحاء القطاع في إطار حربها المتواصلة منذ نحو 11 شهراً.
ومنذ 18 يوليو/ تموز الماضي، تاريخ إعلان رصد فيروس شلل الأطفال من النمط 2 في عيّنات من مياه الصرف الصحي في جنوب قطاع غزة ووسطه، بدأت منظمات عديدة، لا سيّما الأمم المتحدة، مطالبة إسرائيل بالسماح بإدخال اللقاحات اللازمة لتنفيذ حملة تطعيم في القطاع المحاصر والمستهدف، ثمّ بوقف لإطلاق النار أو هدنة إنسانية على أقلّ تقدير.
في الإطار نفسه، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في وقت متأخّر من مساء أمس السبت، أنّ “فرقنا مستعدّة للبدء بحملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة غداً (الأحد)”. وناشد تسهيل تنفيذ هذه الحملة.
في سياق متصل، كان مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة في قطاع غزة موسى عابد قد صرّح لوكالة فرانس برس بأنّهم بدأوا حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال في وسط قطاع غزة، أمس السبت. بدوره، أفاد عامل أجنبي في المجال الإنساني وكالة فرانس برس بأنّ حملة التطعيم سوف تُنفَّذ على نطاق أوسع اليوم الأحد، فيما أطلقتها وزارة الصحة أمس السبت.
من جهتها، كانت السلطات الإسرائيلية قد أشارت، بحسب وكالة فرانس برس، إلى أنّ الأطفال سيُزوّدون باللقاحات ما بين الساعة السادسة صباحاً والثانية من بعد الظهر، من اليوم الأحد إلى بعد غد الثلاثاء، في وسط القطاع. وأضافت: “في نهاية كلّ حملة تطعيم مناطقية، سوف يُقيَّم الوضع”.
في هذا الإطار، أكّد الطبيب ياسر شعبان، المدير الطبي لمستشفى العودة الواقع بمخيم النصيرات في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، انطلاق حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال في ثلاث نقاط طبية بالمستشفى. أضاف شعبان لوكالة فرانس برس أنّ “عملية التطعيم بدأت عند الساعة التاسعة من صباح اليوم (وليس في الساعة السادسة مثلما كان مقرّراً) إذ فُتحت المراكز الطبية وبدأت تستقبل الأطفال من عمر يوم حتى عشرة أعوام”. وقد لفت شعبان إلى “تحليق كثيف لطائرات مسيّرة إسرائيلية في أجواء المحافظة الوسطى”، وتابع “نتمنّى أن تجري عملية تطعيم أبنائنا الأطفال وسط جوّ من الطمأنينة والهدوء”.