إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ قتلننا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا يصرعن ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِه وهنّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا يقال إن هذين البيت أرقّ ما قيل في الغزل، فمن صاحبهما؟
إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا
يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ
وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا
يا رُبُّ غابِطِنا لَو كانَ يَطلُبُكُم
لاقى مُباعَدَةً مِنكُم وَحِرمانا
أَرَينَهُ المَوتَ حَتّى لا حَياةَ بِهِ
قَد كُنَّ دِنَّكَ قَبلَ اليَومِ أَديانا
بإتفاق الأدباء
والمؤرخين
والناقدين
بيت أشترك فيه شاعران فحلان وهما جرير وبشار بن برد وهو:
إن الـعيون التي في طرفها حَوَرٌ **** قَـتَلْننا ثـم لـم يـحيين قتلانا
وهذا البيت أختلف في صاحبه
فتارة نراه لجرير
وتارة ينسب لبشار بن برد
وجرير ولد عام 28هـ
وتوفي عام110 هـ
وبشار ولد عام 95 هـ
وتوفي عام 167هـ
بحثت أنا في هذا الموضوع ولم أصل إلى نتيجة
لأنهما عاصرا بعض
ولاندري من القائل قبل
ولذا قررت أن أتيكم بالقصيدتين كاملتين
والحكم لكم
في الأجمل في كل القصيدة
أما في الأحق بالبيت
فلاأحد يدري
من القائل
ومن السارق
فقصيدة جرير هي:
يا أم عَمْروٍ جـزاك الله مغفِـرةً
رُدي عليَّ فُـؤادي كالـذي كانـا
أَلَسْتِ أمْلَحَ مَنْ يمشي علـى قَـدَمٍ
يا أملح الناسِ كُلِّ النـاس إنسانـا
يلقى غَريمكُمُ مِنْ غَيرِ عُسرَتِكُـمْ
بالبذل بُخلاً وبالإحسان حِرمانـا
قد خُنتِ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَخْشى خِيانتكُمْ
ماكنتِ أول موثـوقٍ بـهِ خانـا
لقد كَتَمْتُ الهوى حتـى تَهيَّمَنـي
لا أستطيعُ لهـذا الحُـبِّ كِتمانـا
كاد الهوى يومَ سَلْمانَيْـنِ يقتلنـي
وكـاد يقتلنـي يومـاً ببيـدانـا
لا بارك الله فيمن كـان يَحْسَبُكُـمْ
إلا على العهدِ حتى كان ما كانـا
لا بارك الله في الدنيا إذا انقطعت
أسباب دُنياك من أسبـاب دنيانـا
ما أحدثَ الدهرُ مِمَّا تعلميـن لكـم
لِلحبل صرماً ولا للعهـد نسيانـا
إن العيون التي في طرفها حَـوَرٌ
قَتَلْننـا ثـم لـم يحييـن قتلانـا
يصرعنَ ذا اللُّبِّ حتى لا حراكَ بهِ
وَهُنَّ أضعفُ خلـقِ الله أركانـا
يا حبذا جبلُ الريـان مـن جبـلٍ
وحبذا ساكنُ الريـانِ مـن كانـا
وحبـذا نفحـاتٌ مِـن يمانـيـةٍ
تأتيك مِنْ قِبَـلِ الريـان أحيانـا
لله درك ياجرير عندما قلت:
يصرعنَ ذا اللُّبِّ حتى لا حراكَ بهِ *** وَهُـنَّ أضعفُ خلقِ الله أركانا
