تطوير الذات
دراسة: الرجل الساخر أكثر إبداعا وذكاءً
لطالما نظر الناس إلى السخرية باعتبارها من علامات الذكاء، وقد أثبتت دراسة حديثة في جامعتي هارفارد وكولومبيا بالولايات المتحدة هذه النظرة.
لطالما نظر الناس إلى السخرية باعتبارها من علامات الذكاء، وقد أثبتت دراسة حديثة في جامعتي هارفارد وكولومبيا بالولايات المتحدة هذه النظرة.
Published
3 ans agoon
By
ربيع معروفيإذ أوضحت الدراسة أن الرجل الذي يتعامل مع الأمور بنظرة ساخرة، يتسم بقدرته على توليد الأفكار الإبداعية وتميزه بالذكاء بأنواعه، ومنها الذكاء الاجتماعي.
فقد تم تقسيم الأشخاص المشاركين في الدراسة إلى ثلاث مجموعات، أحدها تضم الأشخاص الذين يصنفون باعتبارهم ساخرين، والثانية تضم الأشخاص الجادين، والثالثة للأشخاص في الوسط بينَ بينَ.
وتعامل الباحثون مع المجموعات المختلفة، وطلبوا منهم أن يقوموا ببعض المهام الإبداعية، ومن ثم اختبروا هذه المهام ليقيسوا مدى النجاح الذي حققته كل مجموعة.
ووجد الباحثون أن المجموعة الساخرة كانت أكثرهم إبداعا وابتكارا، فحين تواجه هذه المجموعة مشاكل عويصة، فإنها تكون قادرة على استنتاج حلول إبداعية لم يسبقهم إليها أحد، وكانوا أكثر قدرة على التفكير المجرد، وعلى النظر إلى الأمور من جهات متباينة.
الشخص الساخر عادة ما يفكر خارج الصندوق في استخلاص النتائج والتعبير عن الرأي. ولهذا السبب اعتقد كثير من الناس أن هناك علاقة وثيقة بين السخرية والذكاء؛ لأنك إذا امتلكت القدرة على النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة وجديدة، ففي الغالب ستصل إلى نتائج وحلول جديدة أيضا.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك علاقة بين السخرية والذكاء الاجتماعي، لأن الشخص الساخر يكون ذا قدرة أعلى على تكييف وتحوير ردوده لتتلائم مع الموقف بطريقة أفضل.
وفي هذا الاتجاه ينبغي لكل شخص يتسم بالسخرية أن يراعي الأشخاص الذين يتعامل معهم، وما إذا كانوا قادرين على الانتباه إلى سخريته وتقديرها أم لا. فإذا تحدثت بسخرية مع شخص طبعه الجد، فقد يحدث صدام بينكما، إلا إذا كان هناك نوع من الثقة المتبادلة بينكما، وهذه لا تبنى إلا مع الوقت. فلا حاجة لك لتضييع “مهاراتك وإبداعك” مع شخص لا يقدرهما حق قدرهما.
وينبغي تذكر أن مستمع السخرية أيضا له نصيبه من الذكاء، فالشخص الساخر يفكر خارج الصندوق من أجل إيجاد “النكتة”، أما المستمع فهو الذي يجمع الفتات المتناثر ويربط أجزاء الحديث ببعضها ليدرك السخرية الكامنة فيها ويقدرها.
ومن هنا كانت أهمية التواصل المباشر أثناء السخرية، حيث يقوم المستمع بتقييم تعبيرات الوجه ونغمات الصوت وحركات الجسد، من أجل معرفة ما إذا كانت هذه السخرية صادقة وأصيلة أم لا. ولهذا السبب تكمن الصعوبة في توصيل حس الفكاهة والسخرية خلال الكتابة.
توصلت الدراسة إلى أن الناس يظهرون “إبداعا متطورا” بعد محادثة مليئة بالسخرية أو بعد تذكر موقف ساخر، ما يعني أن السخرية تعمل على تعزيز روح الإبداع داخل العقول.
والخلاصة هي أنك إذا كنت شخصا ساخرا فأنت تميل إلى أن تكون أكثر ذكاء، ومع ذلك ليست السخرية الطريقة المثلى للتعامل مع الغرباء أو المعارف الجدد، بل تحتاج إلى ثقة متبادلة.