Published
2 ans agoon
By
ربيع معروفييعتقد كثير من الناس أن ارتفاع ضغط الدم فقط يمثل خطراً على الصحة، ولكن انخفاض ضغط الدم لا يقل عنه خطورة.
كما أن الدوار والإعياء ليسا المؤشرين الوحيدين على هذا الخطر الطبي الكامن خلف جدران الأوعية الدموية.
ولكن لنفهم أولاً، ما هو ضغط الدم؟
عندما يُضَخ الدم عبر الجهاز الدوري، يضغط على جدران الشرايين والأوردة، وهذا هو ضغط الدم.
ووفقاً لجمعية القلب الأمريكية (AHA)، يتكون ضغط الدم الطبيعي من قراءتين:
1- الانقباضي (الرقم العلوي)، والذي يقيس ضغط الدم بالشرايين في أثناء دقات القلب .
2- والانبساطي (الرقم السفلي)، الذي يقيس ضغط الدم في الشرايين عندما يستقر القلب بين النبضات.
وتكون قراءة ضغط الدم الطبيعي عبارة عن قراءة انقباضية تقل عن 120، وانبساطية أقل من 80. على سبيل المثال، سيكون ضغط الدم الذي يعتبر طبيعياً بالنسبة لشخص بالغ سليم 110/70.
في حدود معينة، كلما انخفضت قراءة ضغط الدم، كان ذلك أفضل. كما أنه لا يوجد أيضاً رقم محدد يعتبر فيه ضغط الدم اليومي منخفضاً جداً، طالما لا يوجد أي من أعراض المشاكل.
يعتقد كثير من الناس فقط أن ارتفاع ضغط الدم يمثل خطراً على الصحة، ولكن ضغط الدم المنخفض للغاية يمكن أن يسبب أيضاً مشاكل صحية.
قد يكون ضغط الدم المنخفض طبيعياً لدى البعض، لكن له آثار جانبية على الآخرين، وفي الحالتين يشكل خطورة.
يَعتبر معظم الأطباء انخفاض ضغط الدم المزمن خطراً فقط إذا تسبب في علامات وأعراض ملحوظة، مثل:
يمكن أن يكون انخفاض ضغط الدم مصاحباً لعدد من الحالات الطبية، وتشمل:
– انخفاض ضغط الدم الانتصابي، وهو شكل من انخفاض ضغط الدم الذي يحدث عندما تقف من وضعية الجلوس أو الاستلقاء. يمكن أن يجعلك انخفاض ضغط الدم الانتصابي تشعر بالدوخة أو الدوار، ويمكن حتى الإغماء.
– انخفاض ضغط الدم بوساطة عصبية، يتسبب هذا الاضطراب في انخفاض ضغط الدم بعد الوقوف فترات طويلة؛ وهو ما يؤدي إلى أعراضٍ مثل الدوخة والغثيان والإغماء. تؤثر هذه الحالة بشكل أساسي على الشباب، وتحدث بسبب سوء التواصل بين القلب والدماغ.
– انخفاض ضغط الدم بعد الأكل، وهذه الحالة تجعل الناس يشعرون بالدوار أو الدوخة بعد تناول وجبة، لأن ضغط الدم ينخفض فجأة.
– خلال الأسابيع الـ24 الأولى من الحمل، إذ يكون انخفاض ضغط الدم أمراً شائعاً.
– انخفاض حجم الدم، إما بسبب فقدان كميات كبيرة من الدم، وإما بسبب النزيف الداخلي الحاد، أو الجفاف.
– تناول بعض الأدوية، مثل مدرات البول، والأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وأدوية مرض باركنسون، وبعض أدوية القلب، وأدوية ضعف الانتصاب.
– مشاكل في القلب، ومن ضمن أمراض القلب التي تسبب انخفاض ضغط الدم انخفاض معدل ضربات القلب بشكل غير طبيعي، ومشاكل في صمامات القلب، والنوبات القلبية، أو فشل القلب.
– مشاكل الغدد الصماء، تشمل هذه المشاكل مضاعفات الغدد المنتِجة للهرمونات في أنظمة الغدد الصماء بالجسم؛ على وجه التحديد، قصور الغدة الدرقية، وقصور الغدة الكظرية (مرض أديسون)، وانخفاض نسبة السكر في الدم.
– صدمة إنتانية، يمكن أن تحدث عندما تغادر البكتيريا الموقع الأصلي للعدوى (غالباً في الرئتين أو البطن أو المسالك البولية) وتدخل مجرى الدم.
ثم تُنتج البكتيريا السموم التي تؤثر على الأوعية الدموية؛ وهو ما يؤدي إلى انخفاض عميق ومهدِّد للحياة في ضغط الدم.
– رد الفعل التحسسي، وقد يكون مميتاً في بعض الحالات، كالحساسية للأدوية مثل البنسلين، وبعض الأطعمة مثل الفول السوداني، أو لسعات النحل. يتميز هذا النوع من الصدمات بمشاكل في التنفس، والحكة، وتورم الحلق، وانخفاض مفاجئ في ضغط الدم.
– نقص التغذية، مثل نقص الفيتامينات الأساسية B12 وحمض الفوليك وفقر الدم، والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.
اعتماداً على نوع انخفاض ضغط الدم، قد تتمكن من تخفيف بعض الأعراض عبر:
– اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على قليل من الكربوهيدرات ووجبات أصغر.
– شرب مزيد من الماء وتجنب الكحول.
– النهوض ببطء بعد الجلوس أو الاستلقاء.
– التركيز على التنفس عدة مرات قبل تغيير وضعيتك.
– ارتداء جوارب ضاغطة عند الجلوس فترات طويلة.
هناك مخاطر مباشرة وغير مباشرة لانخفاض ضغط الدم، وتشمل:
إذا انخفض ضغط الدم بشكل منخفض للغاية، فإن أعضاء الجسم الحيوية لا تحصل على ما يكفي من الأكسجين والمغذيات.
عندما يحدث هذا، يمكن أن يؤدي انخفاض ضغط الدم إلى الصدمة، وهو الأمر الذي يتطلب عناية طبية فورية. تشمل علامات الصدمة الجلد البارد والعرق، والتنفس السريع، ولون الجلد الأزرق أو النبض الضعيف والسريع.
على سبيل المثال، إذا كان تدفق الدم غير الكافي إلى الدماغ، فإن خلايا الدماغ لا تتلقى ما يكفي من الأكسجين والمغذيات، ويمكن أن يشعر الشخص بالدوار أو حتى الإغماء.
بسبب قلة الأكسجين المتدفق إلى القلب، ترتفع احتمالية الذبحة الصدرية أو ألم الصدر لدى الأشخاص المصابين بمرض الشريان التاجي المزمن.
أما المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي، فقد تتدهور وظائف الكلى إذا كان ضغط الدم منخفضاً جداً، بسبب ضعف تدفق الدم والأكسجين، وهو ما يقلل من تخلُّص الكلى من اليوريا.