Published
1 an agoon
By
جاسم المطوعدائماً ما يكون من السهل على الأطفال الصغار أن يشعروا بالإحباط بسهولة، وهي المشاعر القوية التي قد يتفاعلون معها بالصراخ والضرب.
صحيح أن قيام الطفل بضربك قد يكون سلوكاً مثيراً لقلق الآباء، لكنه شائع وطبيعي جداً عند الطفل صغير السن، الذي لا يعرف بعد كيف يمكنه إدارة مشاعره وعواطفه الشديدة.
أفضل طريقة للرد هي الرد بهدوء، ولكن بحزم، على أن توضح لهم أنك تحظر عليهم ضربك مرة أخرى، والتحدث معهم عن سبب كون الضرب خطأ. إذا ضربك طفلك عدة مرات فقد ترغب في تقييم الموقف لمعرفة ما يمكن فعله لمنع المزيد من نوبات الغضب الشديدة التي قد تنتهي بمحاولته ضربك بكل ما أوتي من قوة.
هناك عدة أسباب الكامنة إذا ما ضربك طفلك. ويوضح موقع Positive Discipline للتربية الإيجابية أنهم أحياناً يفعلون ذلك السلوك لأنهم لا يمتلكون المهارات اللازمة لإدارة مشاعرهم والتعبير عنها بطريقة مقبولة لمن حولهم.
قد يفتقرون إلى اللغة الملائمة، أو التحكم اللازم في الاندفاع للتعامل مع مشاعرهم، وبالتالي يقومون بالضرب دون التفكير في العواقب أو طرق أخرى لتلبية احتياجاتهم وتوصيل فكرتهم.
يمكن أيضاً استخدام الضرب كأداة للتلاعب وتحقيق رغباتهم.
أحياناً يضرب الأطفال في محاولة لشق طريقهم والحصول على ما يريدون، فالطفل الذي يضرب أمه عندما تقول له لا ربما يأمل أن يغير رأيها، فتنصاع لما يرغب فيه لتفادي الاحتكاك.
يوضح موقع Very Well Family للعلاقات الأسرية والتربية السليمة، أن طريقة استجابتك للضرب تؤثر بشكل جذري على مدى احتمالية قيام طفلك بضربك مرة أخرى.
وفيما يلي بعض استراتيجيات الانضباط التي يمكنك استخدامها لحماية نفسك وحماية الأطفال من الأذى أثناء تعليمهم طرقاً أفضل للتعامل مع مشاعرهم وإدارة سلوكهم بالطرق الصحية المقبولة:
ضع قواعد منزلية تتناول الاحترام وحماية مساحة الآخرين وحقوقهم.
وأوضح للطفل منذ سنواته المبكرة أن الضرب أو الركل أو العض أو الاعتداء الجسدي بأي شكلٍ كان هو سلوكٌ مرفوض، وغير مسموح به في منزلك والأماكن الأخرى.
ضع القواعد الخاصة بك بطريقة إيجابية كلما أمكن ذلك، وبدلاً من قول “لا تضرب”، قل “الضرب يؤلمني، لا تفعل ذلك”.
وتحدث إلى طفلك عن القواعد للتأكد من فهمه لعواقب خرق الاتفاق، مع تحديد جزاءات مقبولة للطفل عند مخالفته ضمن طرق التربية الإيجابية المعروفة.
إذا كان طفلك يعرف القواعد ولكنه مع ذلك استمر في ضربك فاستخدم بعض العقوبات التالية لردعه عن الضرب مرة أخرى بطريقة صحية.
وبتحديد تلك المهلة يعلم الأطفال كيفية تهدئة أنفسهم وإبعادهم عن الموقف المثير بالنسبة لهم، إذ من المهم تعليمهم كيفية تنظيم مشاعرهم واستعادة الهدوء خلال هذا الوقت.
على سبيل المثال، تقييد وصول طفلك إلى الإلكترونيات أو ألعاب معينة أو الحصول على الحلوى الصحية المسموحة لمدة 24 ساعة، أو أقل، حسب عمر الطفل.
وكلما كان الطفل أصغر سناً قلّ الوقت الذي يحتاجه بعيداً عن الشيء المحبب له.
يمكنك أيضاً مدح طفلك عند استخدام “لمسات لطيفة”، وعندما يعانقونك تأكد من أن تقول كم تحب اللمسات اللطيفة تلك. امدحهم أيضاً عندما يستمعون إليك ويتوقفون عن الضرب.
وشجِّع طفلك على قراءة كتاب، أو رسم صورة، أو أخذ نفس عميق، أو الذهاب إلى غرفته عندما يشعر بالغضب.
كذلك علِّم طفلك عن المشاعر، مثل الحزن والإحباط والإحراج والملل. ناقش أهمية التعامل مع هذه المشاعر بالطرق المناسبة، وساعد طفلك على اكتشاف الاستراتيجيات التي تساعده على التأقلم مع مشاعره بأمان.
إذا كنت تستخدم الضرب كعقاب في بعض المناسبات حتى ولو كانت محدودة، فسيرتبك طفلك بسبب السماح لك بالضرب وعدم السماح له بذلك. وبدلاً من تعليمه ضبط نفسه بضربه يمكن للصفع أن يزيد من عدوانية طفلك.
ويوضح موقع Psychology Today لعلم النفس أن الأطفال يتعلمون المزيد عن السلوك من خلال ما يرون أنك تفعله كأب أو كأحد المربين، بشكل أكبر بكثير مما تخبرهم به شفهياً، لذلك نموذج السلوكيات التي تريد أن تراها في طفلك هو أنت في المقام الأول.
أظهِر لطفلك كيفية التعامل مع الغضب والحزن وخيبة الأمل بطرق مناسبة اجتماعياً، ولا تبخل أبداً في التحاور والنقاش معه بصورة واعية لفهم كيف يشعر، إذ غالباً ما يشعر الطفل بالأمان بمجرد إحساسه أنه مسموع ومُقدّر.